قرية الاعتزاز

قضيت ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺍﻹﻋﺘﺰﺍﺯ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﺑﻮﺯﻳﺎﻥ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻭ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻔﺼﺔ ﻭ ﺻﻔﺎﻗﺲ ... ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﻛﻠﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ .... ﻓﻘﺮ ﻣﺪﻗﻊ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﻔﻲ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻭ ﻧﻘﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺃﺗﻘﻦ ﺟﻴﺪﺍ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﺻﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ " ﺗﻨﻤﻴﺔ .." ﻫﻜﺬﺍ ﻻﺣﻈﺖ ﻭ ﺃﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺑﻮﻉ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﻣﺰﻳﻔﺎ ﺑﻞ ﻏﻀﺐ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﻜﺘﻨﺰ ﻫﺰﺍﺕ ﻭ ﺭﺟﺎﺕ ﺣﺪﺛﺖ ‏( 24 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2010 ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻘﻮﻁ ﺃﻭﻝ ﺷﻬﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﻮﻟﻴﺲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﺭﺑﺎﻙ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﻔﻘﺪ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮﺩﺕ ﻭ ﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﻘﻂ ‏) . ﻛﺬﻟﻚ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻗﺎﺩﻡ ﻭ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﺮﺍﺳﺔ ... ﻓﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻀﺠﺎ .. ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺑﻮﻉ ﺃﺑﺴﻂ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ... ﻓﺤﺘﻰ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭ ﺗﺸﺒﻪ ﻟﺤﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ .. ﺏ
ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﻴﻦ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺗﻘﻨﻮﺍ ﺟﻴﺪﺍ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺨﺪﺍﻣﺔ ﻭ ﺇﻣﺘﺼﺎﺹ ﻋﺮﻗﻬﻢ ﻭ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ .... ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺗﻨﺒﺊ ﺑﺈﻋﺼﺎﺭ ﻏﻀﺐ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﻋﺼﺎﺑﺘﻪ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﺸﻜﻴﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻄﺎﻓﺊ ﻓﻲ ﺇﺧﻤﺎﺩ ﺃﻱ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ... ﻗﺪ ﻳﺜﻮﺭ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﻤﻔﻘﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ..... ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﺭﺟﺎﺕ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻭ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺪﺍﻣﺔ ﻭ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺪﻣﻴﻦ .. ﻷﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎﻧﺨﺴﺮﻩ .... ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻄﻖ ﻭ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺟﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ . ﻣﻨﻄﻖ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﺎﻧﺨﺴﺮ .. ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ...

بقلم الناشط زهير فاضل

تعليقات